Musulmana de Ahlul Sunna Wa'al Yama'a
¿Quieres reaccionar a este mensaje? Regístrate en el foro con unos pocos clics o inicia sesión para continuar.

Khutbah de este pasado viernes por Sheij al'Fawzaah hafidahu allah, click aquí.

Ir abajo

Khutbah de este pasado viernes por Sheij al'Fawzaah hafidahu allah, click aquí. Empty Khutbah de este pasado viernes por Sheij al'Fawzaah hafidahu allah, click aquí.

Mensaje por Ummhudaifah 29/1/2012, 7:50 pm



الابتلاء والامتحان لبني آدم | موقع معالي الشيخ صالح بن فوزان الفوزان


الابتلاء والامتحان لبني آدم

الخطبة الأولى

الحمد لله الذي له ما في السماوات ومافي الأرض وله الحمد في الآخرة وهو الحكيم الخبير وأشهد ألا إله إلا الله (خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ) وأشهد أن محمد عبده ورسوله البشير النذير والسراج المنير وصلى الله على آله وأصحابه أهل الجد والتشمير وسلم تسليماً كثير أما بعد

أيها الناس اتقوا الله تعالى،

قال الله سبحانه وتعالى: (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ)، بين سبحانه وتعالى الحكمة من خلق الموت والحياة وأنها الابتلاء والامتحان لبني آدم أيهم يحسن العمل لآخرته والله جل وعلا لم يقل أيكم أكثر عملا وإنما قال: (أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً)، فالعبرة بالعمل الحسن لا بالعمل الكثير الذي ليس بحسن، ولا يكون العمل حسن إلا إذا توفر فيه شرطان الشرط الأول الإخلاص لله جل وعلا فيه فلا يكون فيه شرك ولا يكون فيه رياء ولا سمعة ولا قصد لوجه الله ولا قصد لطمع الدنيا والشرط الثاني أن يكون صوابًا على سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم موافقا لما جاء عن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يكون فيه بدعة ومحدثات فإن العمل الأول وهو الذي خالطه شرك مردود على صاحبه لا يقبل وهو حابط وباطل وأما الذي فقد الشرط الثاني وهو المتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم فإنه أيضا باطل ومردود على صاحبه قال صلى الله عليه وسلم: "من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد"، وفي رواية: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد"، أي مردود على صاحبه سواء هو الذي أحدث البدعة أو أحدثها غيره وعمل بها تقليداً له فإن البدع مردودة كلها مهما كلف صاحبها نفسه فيها لأن الله أمرنا بالاقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ)، ولم يأمرنا بالاقتداء بغيره ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: "عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة والله سبحانه وتعالى جعل لنا دوراً ثلاثا نمر بها الدار الأولى الدار الدنيا وهي دار العمل وهي يختلط فيها الخير والشر والمؤمن والكافر والمنافق يختلطون في هذه الدنيا تختلط الأعمال وتختلط الأشخاص في هذه الدنيا والدار الثانية دار القبور دار البرزخ وهي محطة انتظار بين الدنيا والآخرة وفي القبر إما روضة من رياض الجنة وإما حفرة من حفر النار والعياذ بالله على حسب ما مات عليه من إيمان أو نفاق أو كفر وشرك فإنه يأتيه في قبره من جزاء الآخرة (وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنْ الْعَذَابِ الأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ)، فيأتيه من الجنة إن كان مؤمناً ويأتيه من النار إن كان منافقًا أو كافر أو مشرك والدار الثالثة دار الآخرة وهي دار القرار التي لا رحيل منها دار القرار أي الاستقرار الذي لا رحيل منها وهي دار الجزاء وينقسم الناس فيها إلى فريقين لا ثالث لهما فريق في الجنة وفريق في السعير فالمؤمنون في الجنة والكفار والمشركون والمنافقون في النار والعياذ بالله ولا رحيل منها ولا موت ولا انتقال هذه هي الدار الآخرة وكلها نمر بها لكن أين من يعتبر وأين من يتعظ قال الله سبحانه وتعالى لنا: (اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرّاً ثُمَّ يَكُونُ حُطَاماً وَفِي الآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ* سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ)، الأمر واضح ليس فيه لبس وما ترك الله لنا معذرة أو حجة بل أقام لنا البراهين والدلائل ووضح لنا كل شيء لا يخفى علينا شيء مما كان أو يكون اعلموا أيها الناس تيقنوا أنما الحياة الدنيا لعب، لعب في الأبدان ولهو في القلوب وزينة في المظاهر لعب في الأبدان بعض الناس مهنته لعب ويسمى لاعبًا طول حياته وهو من اللاعبين ويفتخر بذلك ولا حول ولا قوة إلا بالله كأنه خلق للعب واللعب إذا كان في حدود وفيه فائدة للبدن ولا يترتب عليه محاذير فإنه مباح لكن بحدود ولا يسمى الإنسان لاعبًا أو تكون مهنته اللعب دائما وأبد هذا شأن الكفار أما المؤمن فإنه يعد لآخرته ويسعى لآخرته لم يخلق هذه الدنيا ولهو في القلوب لاهية (لاهِيَةً قُلُوبُهُمْ)، يكون القلب منصرفاً عن الآخرة ومشغولا بالدنيا ومشغولا بما لا فائدة له منه وزينة في المظاهر من الملابس والمراكب والمساكن زينة الزينة لها حدود زينة مباحة (قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنْ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ)، والله أمرنا بالتزين والتجمل في لباسنا وفي هيئاتنا ولكن ذلك لا يشغلنا عن زينة القلب يعني نزين الظواهر ولا نزين البواطن نزين القلوب لطاعة الله ونزين الأبدان بما أباح الله سبحانه وتعالى وتفاخر بينكم تفاخر بين الناس في الأنساب وفي الأحساب وفي الوظائف كل واحد يفتخر على الآخر والفخر إنما هو بطاعة الله عز وجل العمل الصالح هذا هو الفخر وأما الفخر بغير ذلك فإنه فخر باطل خصوصا الفخر الذي يحمل على احتقار الناس وازدراء الناس الفخر الذي يحمل على التكبر والأشر والبطر تفاخر بينكم (وَتَكَاثُرٌ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ)، كل واحد يقول أنا أكثر من فلان ثروة أنا أكثر من فلان مالاً ويفني ليله ونهاره بطلب المال ويكدسه ويرصده في البنوك ويقول أنا أكثر من فلان مالا (أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالاً وَأَعَزُّ نَفَراً)، يفتخر على صاحبه قال له: (إِنْ تُرَنِي أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مَالاً وَوَلَداً)، فإن الله سبحانه وتعالى لا ينظر إلى الأموال وإنما ينظر إلى الأعمال والقلوب "إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم وإنما ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم"، فتكاثر بالأموال (أَلْهَاكُمْ التَّكَاثُرُ* حَتَّى زُرْتُمْ الْمَقَابِرَ)، (وَقَالُوا نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوَالاً وَأَوْلاداً وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ)، قال الله جل وعلا: (وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنَا زُلْفَى إِلاَّ مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ لَهُمْ جَزَاءُ الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ)، فالله لا ينظر إلى الأموال والأولاد وإنما ينظر إلى القلوب وإلى الأعمال فعلى المسلم أن ينشغل بذلك ثم ضرب لهذه الدنيا مثلا فقال: (كَمَثَلِ غَيْثٍ) يعني مطر (كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ) أعجب الكفار أي الزراع الذين يزرعون إذا جاد الزرع أعجبوا به ويراد به هنا يراد بالزراع هنا الكفار هم الذين يعجبون بالدنيا فهذا من باب ضرب المثل الكفار يعجبون بالدنيا وينسون الآخرة (وَلا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَأَوْلادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ)، فعلى المسلم أن يحذر من ذلك (وَتَكَاثُرٌ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ)، هذه عاقبة الدنيا (ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرّاً ثُمَّ يَكُونُ حُطَاماً)، هكذا الإنسان يكون شاباً نظراً قوياً ثم يكون يافعًا متوسطاً ويأخذ بالنقص ثم يكون شيخا هرم إذا أطال الله في عمره ثم يموت وينتهي أجله ومقامه في هذه الدنيا (َتَرَاهُ مُصْفَرّاً ثُمَّ يَكُونُ حُطَاماً)، هذا مثال لبني آدم ضربه الله سبحانه وتعالى (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ)، فعلى كل حال علينا جميعا أن نتبصر في أمورنا وأن نتبصر في دنيانا وآخرتنا وأن نتمسك بديننا وأن نحسن العمل لأنه ليس لنا من هذه الدنيا إلا العمل مهما كثرت الأموال والأولاد فإنه لا يخرج من هذه الدنيا إلى بالكفن بخرقة قيمتها بضعة دراهم ولو كانت عنده المليارات والملايين فإنها لغيره إلا ما قدم لنفسه منها لآخرته أو انتفع به في دنياه فيما أباح الله سبحانه وتعالى (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلا تَغُرَّنَّكُمْ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ* إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ).

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعنا بما فيه من البيانِ والذكرِ الحكيم، أقولٌ قولي هذا واستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه إنَّه هو الغفور الرحيم.



الخطبة الثانية

الحمد لله على فضله وإحسانه، وأشكره على توفيقه وامتنانه، وأشهد أنََّ لا إله إلا الله وحده لا شريك له، تعظيماً لشأنَّه، وأشهد أنََّ محمدًا عبدُه ورسولُه، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، وسلم تسليماً كثيرا أما بعد

أيُّها الناس، اتقوا الله تعالى، واعلموا أن ذم الدنيا لا يرجع إلى ذاتها فهي خلقها الله جل وعلا لمنافع الناس فهي خير لمن استعملها لطاعة الله وهي شر على من استعملها في سخط الله عز وجل فالذي يذم في هذه الدنيا إنما هي أعمال الإنسان هذا هو الذي يذم أعمال الإنسان في هذه الدنيا وتصرفه فيها الذم يرجع إلى هذا ولا يرجع إلى الدنيا فلا نظن الذم يرجع إلى الدنيا ونرخص الدنيا ونتركها لا لكن الذم يرجع إلى تصرفاتنا وأعمالنا فالدنيا نعم العون على طاعة الله لمن استغلها في ذلك فهي لا تذم لذاتها لأنها منافع وأرزاق خلقها الله جل وعلا لمصالحنا ومنافعنا ونستعين بها على طاعته سبحانه وتعالى ولنعتبر بها نعتبر بسرعة زوالها ونعتبر بتقلباتها وتغيراتها نعتبر بهذا فإذا لم نقم بهذا فالذم يرجع إلى أعمالنا وتصرفاتنا.

فاتقوا الله عباد الله، وعلموا أنَّ خير الحديث كتاب الله، وخير الهديَّ هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشرَّ الأمور مُحدثاتها، وكُلَ بدعةٍ ضلالة.

وعليكم بالجماعة فإن يد الله على الجماعة، ومن شذَّ شذَّ في النار (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا).

اللَّهُمَّ صلِّ وسلِّم على عبدِك ورسولِك نبيَّنا محمد، وارضَ اللَّهُمَّ عن خُلفائِه الراشدين، الأئمةَ المهديين، أبي بكرَ، وعمرَ، وعثمانَ، وعليٍّ، وعَن الصحابةِ أجمعين، وعن التابِعين، ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يومِ الدين.

اللَّهُمَّ أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين، وجعل هذا البلد آمناً مطمئنا وسائر بلاد المسلمين، اللهم إنا نعوذ بك من زوال نعمتك، ومن فجاءة نقمتك، ومن تحول عافيتك، ومن جميع سخطك، اللَّهُمَّ أصلح ولاة أمورنا، وجعلهم هداة مهددين غير ضالين ولا مضلين، اللَّهُمَّ أصلح بطانتهم، وأبعد عنهم بطانة السوء والمفسدين، اللَّهُمَّ أجمع كلمة المسلمين على الدين، وكفهم شر أعدائهم يا رب العالمين، اللَّهُمَّ أكفنا شر أعدائنا من الكفار والمشركين والمنافقين، اللَّهُمَّ ولي علينا خيارنا، وكفنا شر شرارنا، ولا تسلط علينا بذنوبنا ما لا يخافك ولا يرحمنا، وجعل ولينا فيمن خافك وتقاك وتبع رضاك يا رب العالمين، (رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ).

عبادَ الله، (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)، (وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلا تَنقُضُوا الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمْ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ)، فاذكروا اللهَ يذكُرْكم، واشكُروه على نعمِه يزِدْكم، ولذِكْرُ اللهِ أكبرُ، واللهُ يعلمُ ما تصنعون.

Ummhudaifah
Ummhudaifah


Volver arriba Ir abajo

Khutbah de este pasado viernes por Sheij al'Fawzaah hafidahu allah, click aquí. Empty Re: Khutbah de este pasado viernes por Sheij al'Fawzaah hafidahu allah, click aquí.

Mensaje por Ummhudaifah 4/2/2012, 2:22 pm

bismillahsalam
Khtubah de este pasado viernes 12 Rabbi ul'Awwal 1433




الحمد لله أمر بطلب الرزق والاكتساب، ونهى عن العجز والتكاسل وتعطيل الأسباب، وأشهد أنْ لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الغني الوهاب، وأشهد أنْ محمداً عبده ورسوله أوتي جوامع الكلام وفصل الخطاب، صلى الله عليه وعلى جميع الآل والأصحاب، وسلم تسليماً كثيرا، أما بعد أيها الناس، اتقوا الله تعالى، واطلبوا الرزق، اطلبوا الرزق من عند الله سبحانه وتعالى بأسبابه المباحة قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقاً فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ)، وقال سبحانه وتعالى: (فَإِذَا قُضِيَتْ الصَّلاةُ فَانتَشِرُوا فِي الأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)، قال تعالى: (لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ) أي أن تطلبوا الرزق والفضل من الله سبحانه وتعالى، فعلى المسلم أن يجدَّ ويجتهد في طلب الرزق ليغني نفسه عن الناس وليغني من تلزمه نفقته، وليتصدق ولينفق في وجوه الخير إذا رزقه الله مالاً فنعم المال الطيب للرجل الطيب، ووجوه طلب الرزق كثيرة والحمد لله وميسرة:

أولها: البيع والشراء والمتاجرات والمؤجرات في حدود ما شرع الله سبحانه وتعالى، فالتجارة النزيهة هي خير المكاسب، والحمد لله الأصل في المعاملات الحلَّ والإباحة إلا ما دل الدليل على تحريمه: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلاَّ أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ)، فالتجارة هي خير المكاسب بأن يبيع الإنسان ويشتري طلباً للربح، وكذلك من وجوه الكسب المباحة أن يتعلم الإنسان المهن والحرف التي يكتسب من وراءها من الصناعة وغير ذلك من المهن التي يستفيد منها أموال مباحة، وكان نبي الله داوود عليه السلام يصنع الدروع ويبيعها ويأكل من ثمنها ولهذا جاء في الحديث: "إن أطيب ما أكلتم من كسبكم، وإن داود عليه السلام كان يأكل من عمل يده"، "إن أطيب ما يأكل المؤمن من كسب يده، وإن داود عليه السلام كان يأكل من كسب يده" مع أنه نبي وملك لكنه لا يأكل إلا من كده ومن عمل يده فكذلك المؤمن يطلب الحرف والصناعات والمهارات التي يعيش من وراءها ويستغني من مردودها، فيتعلم ما يدر عليه من الرزق مما أباح الله سبحانه وتعالى، يتعلم الهندسة يتعلم الطب يتعلم الحدادة يتعلم كل ما فيه نفعٌ وفيه مردود حلال ليحصل على الرزق، وكذلك من وجوه الاكتساب الاحتراف والكد باليد الاحتراف والكد ولهذا جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يسأله شيئا من المال فرأى فيه قوةً وجلداً، رأى فيه الرسول انه قوي فقال: "ماذا عندك؟" فذكر له أشياء يسيرة في بيته فأمره أن يحضرها فأحضرها فباعها الرسول صلى الله عليه وسلم وأخذ ثمنها وأعطاه إياه وقال: "أذهب واحتطب ولا أراك مدة كذا وكذا"، فذهب الرجل وصار يحتطب ويبيع حتى اكتسب دراهم كثيرة، ثم جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم ومعه دراهم فأخبره بذلك فقال: "هذا خير لك من المسألة"، قال عليه الصلاة والسلام: "لئن يذهب أحدكم بأحبله إلى الجبل فيحتطب ويبيع خير له من أن يسأل الناس أعطوه أو منعوه"، وجاء رجلان إلى النبي صلى الله عليه وسلم يسألانه من الزكاة فنظر إليهما فوجد أنهما قويان فقال عليه الصلاة والسلام: "إن شئتما أعطيتكما غير أنه لا حظ فيها لغني ولا لذي مرة قوي"، لا حظ فيها لغني (يعني الزكاة) ولا حظ فيها لذي مرة (يعني قوة) لذي مرة قوي لأن الأول غنيٌ بماله والثاني غنيٌ بقوته، فلا يجوز للإنسان أن يلجأ إلى السؤال إلا إذا لم يجد عملاً وهو قادر على العمل ولكنه لم يجد عملاً أو إذا كان عاجزاً عن العمل جسدياً لا يستطيع العمل فإنه حين إذ يسأل بقدر حاجته ثم يكف عن السؤال، والحاصل من هذا كله أن على المسلم أن يطلب الرزق من أي وجه أباحه الله سبحانه وتعالى، وكذلك من وجوه طلب الرزق أن يتوظف الإنسان الوظيفة التي يكتسب من وراءها ما يغنيه عن الناس، فالوظيفة آخر شيء إذا لم يجد طرقاً غيرها فإنه يتوظف ليغني نفسه ويغني من تلزمه معونته ولا يبقى عاطلاً يتكفف الناس أو ينظر إلى ما في أيدي الناس، أو يتحرى الوظيفة متى يحصل له دخول في الوظيفة أو متى يأتيه دوره في الوظيفة لا ينتظر هذا، بل يطلب الرزق ما دام أن الله فتح له أبواب الرزق وأعطاه القوة على ذلك فإنه غنيٌ غني بقوته وقدرته، فعلى المسلم أن يطلب الرزق وينشط في طلب الرزق من أي سبب مباح وهو يقدر عليه والأسباب كثيرة، ولله الحمد، لا يحتاج الإنسان إلى أن يجلس يسأل الناس أو ينتظر متى يوظف، ولكن المصيبة أننا في هذا الزمان إذا لم يحصل الإنسان على وظيفة عطَّل جميع الأسباب، يسهر كل الليل في الاستراحات ومع الفضائيات والقنوات وينام النهار حتى عن الصلوات المفروضة ولا يطلب الرزق ينتظر متى يوظف؟ فهذا عجزٌ والنبي صلى الله عليه وسلم قال: "اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل، ومن الجبن والبخل، ومن غلبة الدين، وقهر الرجال"، فهذا عجزٌ ليس عجز جسدياً وإنما هو عجزٌ منه هو، عجزٌ منه هو كف نفسه عن العمل هذا هو العجز الذي حذر منه الرسول وتعوذ منه الرسول صلى الله عليه وسلم وهذا هو الحاصل عند كثير من شباب المسلمين اليوم، إذا لم يحصل له وظيفة فإنه يصبح عاجزاً ويسمونه العاطل والعطالة، يا اخواننا الإسلام ليس فيه عطالة الإسلام دين الجد والاجتهاد وطلب الرزق هذا عند الكفار، أما نحن والحمد لله ديننا يأمرنا بطلب الرزق، يأمرنا بالضرب في الأرض طلب الرزق (وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الأَرْضِ) يعني يسافرون (يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ) يطلبون الرزق، فعلى المسلم أن لا يلجأ إلى هذه الخصلة الذميمة بل عليه أن يجد ويجتهد في طلب الرزق حتى لو يؤجر نفسه ويكتسب من عرقه خير له من أن يعطل أو أن يكسل أو أن يسأل الناس.

فاتقوا الله عباد الله، اتقوا الله عباد الله، واطلبوا الرزق فـ(إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ)، بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعنا بما فيه من البيانِ والذكرِ الحكيم، أقولٌ قولي هذا واستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه إنَّه هو الغفور الرحيم.



الخطبة الثانية

الحمد لله على فضله وإحسانه، وأشكره على توفيقه وامتنانه، وأشهد أنَّ لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، وسلم تسليماً كثيرا أما بعد

أيُّها الناس، اتقوا الله تعالى، واجتنبوا المكاسب المحرمة، اجتنبوا ما حرم الله عليكم من المكاسب فإنها سحت وضرر عليكم في الدنيا والآخرة، وفي الحلال غنية عن الحرام ولله الحمد، ولهذا حرم الله السرقة والخيانة والغش، وحرم بيع ما لا يجوز بيعه، ونهى عن ثمن الكلب، ومهر البغي، وحلوان الكاهن هذه مكاسب خبيثة، فعلى المسلم أن يتحرى الرزق من الوجه المباحة والمعاملات الطيبة وفيها غنًا ولله الحمد، بعض الناس والعياذ بالله يبتلى ببيع الأشياء المحرمة، والله جل وعلا إذا حرم شيئاً حرم ثمنه فلا يجوز بيع المحرمات ثمنها حرام وسحت، فالذي يبيع الدخان أو يبيع القات أو أشر من ذلك يبيع المخدرات هذا كسب محرم وسحت ويتغذى به تغذيةً خبيثة، "وكل جسم نبت من السحت فالنار أولى به" كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم، والله جلَّ وعلا قال: (كُلُوا مِنْ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحاً)، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ).

فاتقوا الله عباد الله، واستغنوا بما أحل الله عمَّا حرم الله، ولا تغتروا بمن يزاول هذه المعاملات المحرمة، ولا تغركم أثمانها الباهظة كثمن المخدرات وما أشبه ذلك هذه سحت ولو كثرت فهي سحت حرام، والقليل المباح طيب وخير من الكثير الحرام، في الحلال غنية عن الحرام ولله الحمد.

فاتقوا الله عباد الله، واعلموا أنَّ خير الحديث كتاب الله، وخير الهديَّ هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشرَّ الأمور مُحدثاتها، وكُلَ بدعةٍ ضلالة، وعليكم بالجماعة، فإنَّ يد الله على الجماعة، ومن شذَّ شذَّ في النار (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)، اللَّهُمَّ صلِّ وسلِّم على عبدِك ورسولِك نبيَّنا محمد، وارضَ اللَّهُمَّ عن خُلفائِه الراشدين، الأئمةَ المهديين، أبي بكرَ، وعمرَ، وعثمانَ، وعليٍّ، وعَن الصحابةِ أجمعين، وعن التابِعين، ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يومِ الدين.

اللَّهُمَّ أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين، وجعل هذا البلد آمناً مطمئنا وسائر بلاد المسلمين، اللَّهُمَّ آمنا في أوطاننا، وأصلح سلطاننا، وولِّ علينا خيارنا، ولا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك ولا يرحمنا برحمتك يا أرحم الراحمين، اللَّهُمَّ أنت اللهُ لا إله إلا أنت، أنت الغنيُّ ونحن الفقراء، أنزل علينا الغيثَ، اللهم أنزل علينا الغيثَ، اللَّهُمَّ أنزل علينا الغيثَ، ولا تجعلنا من القانطين، اللَّهمَّ أغثنا، اللَّهمَّ أغثنا، اللَّهمَّ أغثنا، اللَّهُمَّ إنا نستغفرك إنك كنت غفارا فأرسل السماء علينا مدرارا، اللَّهُمَّ أرحمنا برحمتك ولا تؤاخذنا بذنوبنا وما فعل السفهاء منا، اللَّهُمَّ أرحم عبادك وبلادك وبهائمك وانشر رحمتك وأحيِّ بلادك الميت يا رب العالمين (رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ).

عبادَ الله، (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)، (وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلا تَنقُضُوا الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمْ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ)، فاذكروا اللهَ يذكُرْكم، واشكُروه على نعمِه يزِدْكم، ولذِكْرُ اللهِ أكبرُ، واللهُ يعلمُ ما تصنعون
Ummhudaifah
Ummhudaifah


Volver arriba Ir abajo

Volver arriba

- Temas similares

 
Permisos de este foro:
No puedes responder a temas en este foro.